كان هناك رجل أعمال عصامي قام بتأسيس مجموعة شركات خاصة به, وحين وصل لعمر الستين عاماً قال: يجب أن أرتاح من العمل وذهب إلى فيلا في منطقة بعيدة.
وكان لديه هواية حيث صمم حديقة حيوان خاص به, وكان يجمع في حديقة الحيوان كل الحيوانات النادرة التي معظمها غير موجود في أية حديقة حيوان أخرى.
في إحدى الأيام أخبره أحد المتخصصين بأنه ثمة حيوان يعيش تحت جبال الهمالايا غير موجود بأي حديقة حيوان, ولا حتى لديه.
فقال الرجل الغني يجب ان أجلب هذا الحيوان.
و بالفعل شد الرحال و ذهب إلى تحت جبال الهمالايا و بحث عن الحيوان, و وجد قرية في هذه المنطقة و سألهم عن هذا الحيوان
فأخبروه بأن الحيوان يخاف جداً, بمجرد مشاهدة أي شخص يركض و يهرب, حتى من المسافات البعيدة, فقال: على العموم سأقوم بالمحاولة.
و بالفعل أخذ مجموعة من رجال القرية و أنطلقوا لكي يجلبوا هذا الحيوان, و كانوا دوماً يعودوا بخيبة أمل. يخرجوا من الصباح الباكر و يعودوا آخر النهار, من دون الحصول على أي شيء.
قال لهم جهزوا معداتكم سنذهب شهر كامل و نعود و معنا هذا الحيوان.
وبالفعل أخذهم و ذهبوا لإحضار هذا الحيوان, و غابوا شهر.
قلق أهل القرية وذهبوا للبحث عنهم, فشاهدوا شيء غريب جداً، كان سوراً من الخشب وحوالي ٣٠٠ حيوان من الحيوانات النادرة.
فقالوا له: كيف فعلت ذلك؟؟؟
ولم يستطع أحداً من قبل أن يقوم بشيء كهذا.
كيف عرفت ذلك؟؟؟
هل قمت بدراسة أشياء كهذه فأجاب وقال: لقد قمت بشيء بسيط، بحثت أولاً عن الأشياء التي يحب هذا الحيوان أن يأكلها, وعرفت بأنه يأكل نوع من الثمار وأوراق الشجر, فأحضرتها ووضعتها في الأرض.
وجاء أحد هذه الحيوانات وشاهد هذه الثمار وأوراق الشجر, فتردد في البداية وبعد ذلك بدأ بالأكل.
وبدأ يأتي واحداً تلو الآخر من هذه الحيوانات, وأكثر من يوم يأتوا ويشاهدوا أوراق الشجر فتوقفوا عن الصعود للشجر وكانوا يتناولون الثمار والأوراق التي وضعتها لهم.
وضعنا سور خشب فخافوا في البداية, وبعد ذلك أعتادوا على وجود السور بجانب الأكل وبدؤوا بالأكل وهم مطمئنين.
وبعد ذلك أحضرنا سور آخر أعتادوا عليه وجلبنا الثالث والرابع وكان السور منخفض, كانوا يقفزوا ليأكلوا ويقفزوا ويذهبوا.
قمنا بإعلاء السور قليلاً, وبعد ذلك وضعنا باب فخافوا في البداية, وكانوا يقومون بإرسال حيوان يذهب ويجرب الوضع وتأتي بعده بقية الحيوانات, إلى حين دخل جميعهم وقمنا بقفل الباب.
فقالوا له ما هذه الأستراتيجية الجميلة والغريبة؟؟؟
فقال لهم: لقد عرفت هذا الشيء من خلال عملي فقالوا له كيف؟
فقال لهم هناك أشخاص كثر يبحثون عن الأمان والراحة, وحين وجد هذا الحيوان الثمار والأوراق موجودة في الأرض توقف عن الصعود للشجر لأنه أختار الطريق السهل وهذا ما قمت به في شركاتي،
كنت أسس الشركات وأشاهد الناس التي تسعى للأمان وللطريق السهل يحصلوا على راتب وأنا من أصبح غني وهذه هي سيكولوجيا الأغنياء.
قصة رائعة و معبرة و تلخص مفهوم الوظيفة و الأمان اللي الكل بيبحث عنه